ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيْهِ :كَانَ مُسْلِمٌ مَوْضِعَ تَقدِيرِ العُلَماءِ مِنْ شُيُوخِهِ وَأَقْرَانِهِ، فَقَدْ تَحَدَّثَ العُلَماءُ عَنْ فَضْلِهِ، وَأَشَارُوا إِلَيْهِ بِقُوَّةِ المَعْرِفَةِ وَرِفْعَةِ الْمُنزَلَةِ، وَكَانَ شُيُوخُهُ مِثْلَ اسْحَاقَ بنْ رَاهَوَيْهِ يَتَنَبَأُ لَهُ بِمُسْتَقْبَلِ عَظِيمٍ، وَيَقُول أَيُّ رَجُلٍ يَكُونُ هَذَا، وَقَدْظَهَرَتْ مَكَانَتُهُ وَاشْتَهَرْتَ بَعْدَ تَأْلِيفِهِ صَحِيحَ مُسْلِمٍ، وَصَارَ امَامًا وَحُجَّةً فِي عِلْمِ الحَدِيثِ، فَمِنْ أَقْوَالِ العُلَماءِ فِيهِ:قَالَ فِيْهِ شَيْخُهُ مُحَمَّدٌ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَاءَ: “كَانَ مُسْلِمٌ مِنْ عُلَمَاءِ النَّاسِ وَأَوْعِيَةِ العِلْمِ، مَا عَلِمْتُهُ الا خَيْرًا”.”قَالَ ابْنُ الصَّلاح: رَفَعَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِكِتَابِهِ الصَّحِيحِ إِلَى مَنَاطِ النُّجُومِ، وَصَارَ امَامًا حُجَّةَ يُبْدَأُ ذِكْرُهُ وَيُعَادُ فِي عِلْمِ الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ مِنَ العُلُومِ، وَذَلِكَ فَضْلُ اللهُ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ”.قَالَ ابْنُ الأَخْرَم: “إِنَّمَا أَخْرَجَتْ مَدِينَتُنَا هَذِهِ مِنْ رِجَالِ الْحَدِيثِ ثَلَاثَةٌ مُحَمَّدُ بِنْ يَحْيَى وَابْرَاهِيمُ مِنْ أَبِي طَالِب وَمُسْلِمٌ”.”قَالَ ندَارُ: “الحفَّاظُ أَرْبَعَةٌ، أَبو زُرْعَةَ وَمُحَمَّدُ مِنْ اسْمَاعِيلُ والدَّارَبِي وَمُسْلِمٌ”.”قَالَ أَبو عَلِيّ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ النَيسَابُوْرِي : “مَا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ أَصَبَحْ مِنْ كِتَابِ مُسْلِمِ بنِ الحجاج فِي عَلَم الحَدِيثِ.وفَاتُهُ – رَحِمَهُ الله :تولى الإمام مُسْلِمُ مِنْ الحِجَاجِ عَشِيَّة يَوْمِ الأَحَدِ الخَامِسِ وَالعِشْرِينَ مِن رجب سَنَةَ ٢٦١ هـ الموافق ٦ يوليو ٨٧٥م، وَعُمْرُهُ خَمْسٌ وَخَمسُونَ سَنَةَ وَدُفِنَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَمَقْبَرَتُهُ فِي رَأْسِ مَيْدَانِ زِيَادٍ بِنَصْرِ أَبَادَ بِظَاهِرِ نَيْسَابُورٍ وَلَا يُعْقِبْ ذُرِّيَّةً ذُكُورًا، وَقَدْ ذَكَرَ الحَاكِمُ أَنَّهُ رَأَى مِنْ أَعْقَابِهِ مِنْ جِهَةِ البَنَاتِ وَذَكَرُوا فِي سَبَبٍ وَفَاتِهِ سَبَباً غَرِيباً، وَهُوَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ حَدِيثٍ فِي مَجْلِسٍ سَابُورَ، فَقَالَ بِعَدَمِ عِلْمِهِ بِهَذَا الحَدِيثِ، وَعِنْدَمَا رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ قَامَ بِالفَحْصِ عَنْ ذَلِكَ الحَدِيثِ، وَحَصَلَ فِي الْأَثْنَاءِ أَنْ جَاءَهُ أَحَدُ مُلازِمِيهِ بِإِنَاءٍ كَبِيرِ مِنَ الْتَمْرِ، فَلَمْ يَزَلْ مُسْلِمٌ يَبْحَثُ عَنِ الحَدِيثِ طَوَالَ لَيْلَتِهِ وَلِكَيْ يُزِيلُ النُّؤْمَ عَنْ عَيْنَيْهِ تَنَاوَلَ مِنَ الْتَمْرِ المُهْدَاةِ إِلَيْهِ حَتَّى طَلَعَ عَلَيْهِ الفَجْرُ، وَمَا أَنْ ثُمَّ أَكُلُ الْعَمْرِ كُلِّهِ حَتَّى عَثَرَ عَلى الحَدِيثِ، وَيَبْدُو أَنَّ إِكْثَارَهُ مِنْ أَكْلِ الْتَمْرِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ سَبَّبَ عِنْدَهُ مَرَضًا مَا، فَمَاتَ بَعْدَهَا.صَحِيحُ مُسْلِمٍ:الجَامِعُ الصَّحِيحُ المَعْرُوفُ بِصَحِيحِ مُسْلِمٍ، وَهُوَ أَشْهُرُ كُتُبِهِ، وَمِنْ أُمَّهَاتِ كتب الحَدِيثِ النَّبوِيِّ عِنْدَ أَهْل السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، وَهُوَ أَحَدُ كُتُبِ الجَوَامِعِ ، وثاني الصَّحِيحَيْنِ بَعْدَ صَحِيحِ البُخَارِي ، وَأَحَدُ الكُتُبِ السِّتَّةِ. فَقَدْ انْتَخَبَ الإمام مُسْلِمُ أَحَادِيثَ الصَّحِيح مِنْ ثَلاثِ مِائَةِ أَلْفِ حَدِيثٍ مِمَّا يَحْفَظُ، وَلَم يرد في الكِتَابِ إِلا الأَحَادِيثَ الَّتِي أَجْمَعِ العُلَمَاءُ عَلَى صِحَتِهَا.
- mohamedabdikey@gmail.com@gmail.com
- 252616813451