تعريف إمام مسلم
اسْمُهُ وَنَسَبُهُ :
هُوَ أَبُو الحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الجَاجِ بْنِ مُسْلِمٍ بِنِ وَردَ بِنْ كوشاذ القشيري النيسابورى، مِنْ بَنِي قشير وَهِيَ قبيلة مِنْ العَرَبِ مَعْرُوفَةٌ، أَتَّفَقَ النسابون عَلَى نِسْبَتِهِ إِلَيْهَا.
مَوْلِدُهُ وَنَشْأَتُهُ وَمِهْتَتُهُ :
وُلِدَ الإِمَام مُسْلِمُ بْنُ الحَجَّاجِ فِي بنيسابور وَمَوْقِعُهَا الحَالِيُّ فِي ايرَانَ فِي سنة ٢٠١ وَقِيلَ : ۲۰۲ :وَقِيلَ: ۲۰٦ الِهِجْرِيَّةِ، وَكَانَ مَسْكَنُهُ بِهَا، وَكَانَتْ نَيْسَابُور فِي ذَلِكَ الوَقْتِ مِنْ أَهَمِّ المَرَاكِزِ العِلْمِيَّةِ فِي العَالَمِ الإِسْلَامِي وَخُصُوصًا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالحَدِيثِ النَّبَوِيِّ وَعُلُومِهِ، وَقَدْ اشْتَهَرْتَ بِعُلُو أَسَانِيدِهَا حَتَّى أَنَّ السخاوي وَصَفَهَا بِ: “دَارِ السُّنَّةِ وَالعَوَالِي”نَشَأُ فِي بَيْتِ عِلْمٍ، فَكَانَ أَبُوهُ فِيمَنْ يَتَصَدَّرُونَ حَلَقَاتِ العِلْمِ، حَيْثُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاء: “كَانَ أَبُوهُ الحَجَاجِ مِنَ الْمُشْيَخَةِ”.
مهنته
عَاشَ مُسْلِمُ بْنُ الحَجاج مِنْ كَسْبِ يَدِهِ، فَكَانَ يَعْمَلُ بِالتَّجَارَةِ، كَانَ يَبِيعُ البز وَالأَقْمِشَةَ وَالثيَابَ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءَ: “وَكَانَ رَحِمَهُ الله بَزَّارا ، وَكَانَتْ لَهُ أَمْلاكُ وَضِيَاعٌ وَثَرْوَةٌ وَكَانَ يَعِيشُ مِنْهَا، مَكَّنَتْه مِنَ القِيَام بِالرِّحْلاتِ الوَاسِعَةِ إِلَى الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ الَّذِينَ يَنْتَشِرُونَ فِي بِقَاعِ كَثِيرَةٍ مِن العالم الإِسْلَامِي. وَلَمْ تَكُنِ التِّجَارَةُ عَائِقَا لَهُ عَنْ طَلَبِ الحَدِيثِ النَّبَوِيِّ بَل كَانَ يُحَدِّثُ النَّاسَ فِي مَتْجَرِهِ.عِلْمُهُ وَفِقَهُهُ:
رِحْلَتُهُ فِي طَلَبِ الحَدِيثِ:
كَانَ الإِمَامِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، مِنْ أَبْرَزِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ سَمِعَ مِنْهُمُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ ارتحل الإمام مُسْلِمٌ فِي طَلَبِ الحَدِيثِ، فَكَانَتْ رِحْلاتُهُ وَاسِعَةً، فَطَلَبَ في الحَدِيثَ فِي بَلَدِهِ نَيْسَابُور وخُرَاسَان فَأَوَّلُ سَمَاعِهِ فِي سَنَةِ ٢١٨هـ بِخُرَسَانِ، وَكَانَتْ أُولَى رِحْلاتِهِ الخَارِجِيَّةِ فِي سَنَةِ ٢٢٠هـ وَعُمْرُهُ حينذٍ أَرْبَعَةَ عَشْرَ عَامًا، حَيْثُ ذَهَبَ إِلَى بِلادِ الحَرَمَيْنِ لِأَدَاءِ الحَجِّ، فَسَمِعَ بِالمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ عُلَمَاءَهَا، ثَمَّ رَحَلَ إِلَى العِرَاقِ وَدَخَلَ البَصْرَةَ، والبَغْدَادَ، ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى بِلادِ الشَّامِ لِيَسْمَعْ مِنْ عُلَمَائِهَا وَارْتَحَلَ إِلَى مِصْرَ ثُمَّ إِلَى الرَّيِّ.
علاقتهُ بِمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ البُخَارِي :
كَانَ مُسْلِمُ مِنْ تَلامِيذِ البُخَارِيِّ، وَكَانَ يُجلَّهُ وَيُوَقِّرُهُ، فَيَقُولُ أَحَدُ العُلَماءِ رَأَيْتُ مُسْلِمَ بن الحجاج بَيْنَ يَدَي البُخَارِي يَسْأَلُهُ سُؤَالَ الصَّبِيِّ”، فَكَانَ يذهَبُ إِلَيْهِ وَيُقَبِّلُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَيَقُولُ لَهُ: “دَعْنِي أَقبل رِجْلَيْكَ ” ، وَكَانَ مُسلِم يَقُولُ لَهُ: “لا يُبْغِضُكَ الا حَاسِدٌ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِثْلك